الصين تستضيف وفدي حماس وفتح لمحادثات المصالحة
ويأتي الاجتماع في أعقاب تصريح مسؤول في حماس بأن الحركة مستعدة للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية.
من المقرر أن يجتمع ممثلو حركتي حماس وفتح الفلسطينيتين المتنافستين في الصين يوم الجمعة لإجراء مناقشات حول المصالحة الفلسطينية وسط محادثات موسعة حول إدارة قطاع غزة بعد الحرب.
وذكرت وكالة اللواء الإخبارية ومقرها بيروت أن الوفود وصلت إلى بكين في وقت متأخر من يوم الخميس بدعوة من وزارة الخارجية الصينية.
ويرأس وفد حماس نائب رئيس مكتبها السياسي موسى أبو مرزوق، ويضم مسؤولين كبارا آخرين مثل خليل الحية وحسام بدران.
وأرسلت حركة فتح عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية للحركة واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وسمير الرفاعي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، حسبما أفادت مصادر فلسطينية لوكالة أنباء العالم العربي.
وذكرت المصادر أن القضية الأساسية المطروحة خلال اجتماع الجمعة ستكون إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وأكد المتحدث باسم فتح منير الجاغوب اللقاء لقناة العربية المملوكة للسعودية، لكنه قال إنه لا يتوقع أن يتمخض عن المحادثات أي قرار نهائي.
ولم تعلق حماس والصين بعد على الاجتماع المذكور.
وسيطرت حماس على قطاع غزة عام 2007 بعد الإطاحة بالحكومة التابعة لفتح في اشتباكات عنيفة بين الأجنحة العسكرية للطرفين. أدى الاستيلاء إلى تقسيم الأراضي الفلسطينية إلى كيانين: حكومة تديرها حماس في غزة، والسلطة الفلسطينية التي تدير الضفة الغربية. ومنذ ذلك الحين، فشلت جميع محاولات الوساطة التي بذلتها الجهات الفاعلة الإقليمية، وخاصة مصر، في إنهاء الانقسام الفلسطيني.
وتكثفت الجهود لتحقيق المصالحة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة في أكتوبر/تشرين الأول، حيث تسعى واشنطن إلى إصلاح السلطة الفلسطينية لتتولى حكم غزة بعد الحرب.
ويتزامن اجتماع الجمعة مع زيارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى بكين هذا الأسبوع. والتقى بلينكن يوم الجمعة بوزير الخارجية الصيني وانغ يي وناقشا قضايا مختلفة بما في ذلك العلاقات الأمريكية الصينية ودعم الصين لروسيا وتايوان.
الدور الإقليمي للصين
ويتزايد دور الصين في المنطقة، خاصة منذ أن توسطت بنجاح في اتفاق مارس 2023 بين السعودية وإيران بشأن استئناف علاقاتهما الدبلوماسية. ومع ذلك، كانت البلاد تتعامل بخفة مع القضايا الجارية في الشرق الأوسط في الوقت الذي تحاول فيه تحقيق دور متوازن بين مختلف الجهات الفاعلة.
منذ بداية الحرب على غزة، دعت الصين إلى وقف إطلاق النار وأعربت عن دعمها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على أساس حل الدولتين. كما أدانت أعمال العنف ضد المدنيين لكنها لم تصل إلى حد إدانة حماس.
وفي الشهر الماضي، بدأ الدبلوماسي الصيني وانغ كيجيان جولة إقليمية توقفت في مصر وإسرائيل والضفة الغربية. والتقى كيجيان خلال زيارته لقطر برئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، في أول لقاء علني بين مسؤولين من الصين والحركة الفلسطينية منذ حرب أكتوبر.
حماس تطرح فكرة الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية
ويأتي اجتماع حماس وفتح في بكين يوم الجمعة بعد يوم من إعلان خليل الحية، العضو البارز في المكتب السياسي لحماس، أن حركته مستعدة للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية لتشكيل حكومة موحدة في قطاع غزة والضفة الغربية.
وفي مقابلة في اسطنبول مع وكالة أسوشيتد برس نشرت يوم الخميس، أعرب الحية أيضا عن استعداد حماس لنزع سلاحها والانتقال إلى حزب سياسي بشرط إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على طول حدود ما قبل عام 1967.
وأضاف أن حماس ستقبل “بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة في الضفة الغربية وقطاع غزة وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرارات الدولية”.
منظمة التحرير الفلسطينية هي منظمة جامعة تضم جميع الفصائل الفلسطينية تقريبًا. تأسست المنظمة عام 1964 خلال قمة جامعة الدول العربية في القاهرة عام 1964 وشاركت في أنشطة مسلحة ضد إسرائيل بهدف تحقيق تقرير المصير الفلسطيني وتأمين عودة اللاجئين. وفي عام 1993، تخلت منظمة التحرير الفلسطينية عن دورها العسكري واعترفت بحق إسرائيل في الوجود.
لقد أصبحت منظمة التحرير الفلسطينية الآن معترف بها دوليا كممثل للشعب الفلسطيني. ويرأسها أيضا عباس.