رئيس الوزراء الصيني يزور الإمارات بعد السعودية في إطار تعزيز العلاقات بين بكين والخليج
وتأتي زيارة رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى أبو ظبي في أعقاب رحلة مماثلة إلى المملكة العربية السعودية حيث ناقش العلاقات الصينية الخليجية.
استقبل رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ في أبوظبي اليوم الخميس، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وقال الشيخ محمد في منشور على موقع X إنهما ناقشا الجهود المشتركة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وأضاف أن "دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بمواصلة التعاون الممتد على مدى 40 عاماً مع الصين لتحقيق النمو الدائم والتنمية والازدهار لشعبينا".
وصل لي إلى الإمارات العربية المتحدة في وقت متأخر من يوم الأربعاء في زيارة رسمية. ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن لي قوله لدى وصوله إلى مطار زايد الدولي في أبوظبي: "أتطلع إلى تعميق وتعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والإمارات العربية المتحدة وتحقيق المزيد من النتائج المثمرة في التبادلات والتعاون في مختلف المجالات".
وأشاد كذلك بالنمو المستمر في العلاقات بينهما وأعرب عن أمله في تعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في عام 1984، واصلت الصين والإمارات العربية المتحدة تعزيز علاقاتهما في مختلف القطاعات. ووفقا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، وقعت الدولتان أكثر من 130 اتفاقية ثنائية ومذكرة تفاهم على مدى العقود الأربعة الماضية.
وتبادل مسؤولون من البلدين عدة زيارات خلال السنوات الماضية، بما في ذلك زيارة الشيخ محمد إلى بكين في عام 2019 ومؤخرا في مايو 2024.
ورفعت الصين والإمارات العربية المتحدة علاقاتهما في عام 2018 بتوقيع الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التي تهدف إلى تعميق التعاون في مختلف المجالات وتعزيز العلاقات الثنائية.
وجاء التوقيع خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينج إلى أبوظبي، وهي الأولى لرئيس صيني إلى الدولة الخليجية منذ 29 عاما.
وفي عام 2023، بلغ حجم التجارة غير النفطية بين البلدين 81 مليار دولار، بزيادة قدرها 4.2% مقارنة بالعام السابق، بحسب وكالة أنباء الإمارات (وام)، ما يجعل الصين الشريك التجاري غير النفطي الأول للإمارات، بنسبة 12% من تجارة الإمارات.
كما بلغت استثمارات الإمارات في الصين 11.9 مليار دولار خلال الفترة من 2003 إلى 2023، بما في ذلك قطاعات الاتصالات والطاقة المتجددة والنقل والضيافة والمطاط. وفي الوقت نفسه، بلغ إجمالي استثمارات الصين في الدولة الخليجية 7.7 مليار دولار خلال نفس الفترة، بحسب وكالة أنباء الإمارات.
مبادرات الصين في الخليج العربي
وتأتي زيارة لي إلى أبو ظبي بعد يوم واحد من زيارته للمملكة العربية السعودية، حيث التقى بالشيخ محمد والحاكم الفعلي للمملكة، ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. وناقش الرجلان سبل تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في العديد من المجالات مثل الطاقة والاستثمار والتجارة.
وتسعى الصين إلى تعميق دورها وتعزيز علاقاتها في المنطقة ، وخاصة في مجلس التعاون الخليجي (البحرين والكويت وعمان وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة)، حيث تجري محادثات لإقامة اتفاقية للتجارة الحرة منذ عدة سنوات.
وبحسب بيانات الجمارك الصينية التي نقلتها رويترز، بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين والخليج 286.9 مليار دولار في عام 2023. وفي الوقت نفسه، تعد الصين واحدة من المستوردين الرئيسيين للنفط الخليجي، حيث تستورد حوالي 201 مليون طن متري من النفط الخام و18 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال من دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2023، وفقًا لبيانات الإدارة الوطنية للطاقة في الصين.