الإمارات تتسلم أولى طائرات رافال الفرنسية المقاتلة في حين لا تزال صفقة إف-35 معلقة
حصلت الإمارات العربية المتحدة على أول طائرة رافال مقاتلة بموجب صفقة مع فرنسا وسط منافسة مستمرة بين الولايات المتحدة وفرنسا على النفوذ في صناعة الأسلحة في الإمارات العربية المتحدة.

تسلمت الإمارات العربية المتحدة، الخميس، الدفعة الأولى منطائرات رافال الفرنسية المقاتلة بموجب صفقة أبرمت مع فرنسا في عام 2021، في إشارة إلى تعميق العلاقات بين البلدين.
تم الكشف عن أول طائرة رافال من إنتاج شركة داسو الفرنسية للقوات الجوية الإماراتية خلال حفل أقيم في باريس. حضر الحفل وزير الدفاع الإماراتي محمد بن مبارك فاضل المزروعي ونظيره الفرنسي سيباستيان ليكورنو إلى جانب كبار المسؤولين في وزارة الدفاع وممثلين رفيعي المستوى من الجانبين، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية.
"صفقة السيطرة" على قدرات القوات المسلحة الإماراتية
تدشين أول طائرة "رافال" الفرنسية ضمن الدفعة الأولى
وزير الدولة الدفاع:
• رافال" كفاءتها واستراتيجيتنا قائمة على اقتناء أحدث الأسلحة لديها القدرة على الدفاع الوطني. pic.twitter.com/JT5DUq88ZY— وزارة الدفاع |MOD UAE (@modgovae) 30 يناير 2025
وقال المزروعي خلال الحفل: "تركز استراتيجيتنا على اقتناء أحدث الأسلحة والأنظمة التي تتماشى مع طبيعة الحرب الحديثة المتطورة والتقدم التكنولوجي، مما يعزز الكفاءة القتالية الشاملة لمنظومتنا الدفاعية الوطنية".
وقالت وزارة الدفاع الإماراتية في بيان لها إن شراء الطائرة المقاتلة الجديدة يأتي في إطار "صفقة تاريخية" وقعتها مع شركة داسو للطيران "لتعزيز قدرات القوات الجوية الإماراتية".
وفي ديسمبر/كانون الأول 2021، وقعت فرنسا والإمارات العربية المتحدة صفقة بقيمة 16.6 مليار يورو (17.2 مليار دولار) لتزويد الدولة الخليجية بـ 80 طائرة حربية من طراز رافال، وهي واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة تقدمًا في العالم. كما طلبت الإمارات العربية المتحدة 12 مروحية من طراز كاراكال.
وتم إبرام الصفقة خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أبو ظبي. ويمثل العقد أكبر عملية بيع للطائرة الحربية الفرنسية في الخارج حتى الآن، حيث طلبت مصر حتى الآن 54 مقاتلة بينما طلبت قطر 36 مقاتلة.
وتجاوزت فرنسا مؤخرا روسيا لتصبح ثاني أكبر مصدر للأسلحة في العالم، حيث شكلت صادرات الأسلحة الفرنسية 11% من السوق العالمية على مدى السنوات الخمس الماضية، وفقا لتقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ونُشر في مارس/آذار الماضي. وتظل الولايات المتحدة في الصدارة، حيث تمثل 42% من إجمالي صادرات الأسلحة العالمية.
منافسة فرنسية أميركية على النفوذ الدفاعي في الإمارات
وتأتي عملية الاستحواذ التي جرت يوم الخميس في الوقت الذي تتنافس فيه فرنسا والولايات المتحدة على النفوذ في صناعة الدفاع في الإمارات العربية المتحدة حتى مع توقف المحادثات بشأن شراء الإمارات لطائرات مقاتلة من طراز إف-35 من واشنطن.
شهدت العلاقات الدفاعية بين الإمارات العربية المتحدة وفرنسا نمواً مطرداً خلال السنوات الماضية.
وبينما تظل الولايات المتحدة أكبر مورد للأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة، حيث تمثل 57% من واردات الإمارات بين عامي 2019 و2023، تحتل فرنسا المرتبة الثالثة كأكبر مصدر للأسلحة إلى الإمارات العربية المتحدة بعد تركيا، بنسبة 9.2% من واردات الإمارات من الأسلحة خلال نفس الفترة، وفقًا لتقرير صادر عام 2023 عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.
وتستضيف الإمارات العربية المتحدة أيضًا قاعدة بحرية فرنسية افتتحت في ميناء زايد بأبوظبي في عام 2009.
تتمركز طائرات حربية وعسكريون فرنسيون وأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية، وهي منشأة كبيرة تقع خارج أبو ظبي، حيث يجرون تدريبات مشتركة منتظمة ويطلقون هجمات.
وفي العام الماضي، مع تصاعد التوترات في المنطقة بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، فرضت الإمارات العربية المتحدة قيودا على استخدام الولايات المتحدة لمنشآتها لشن هجمات ضد وكلاء إيران، خوفا من ضربات انتقامية.
في هذه الأثناء، لا تزال المفاوضات بين الولايات المتحدة والإمارات بشأن صفقة بمليارات الدولارات لشراء طائرات إف-35 متوقفة.
ويأتي شراء 50 طائرة حربية من طراز إف-35 في إطار صفقة أوسع نطاقا بقيمة 23 مليار دولار تشمل أيضا 18 نظاما متقدما للطائرات بدون طيار وذخائر أخرى. واقترحت الصفقة لأول مرة في نهاية الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب في عام 2021، لكن الرئيس جو بايدن علق المحادثات مع الجانب الإماراتي بسبب مخاوف الولايات المتحدة بشأن العلاقات الدفاعية بين الإمارات والصين.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، قال مسؤول كبير في حكومة الإمارات لرويترز إنه لا توجد خطط لاستئناف المحادثات بشأن الاتفاق، بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الأميركية. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان موقف الإمارات قد تغير بعد تنصيب ترامب في وقت سابق من هذا الشهر.