أول اتصال هاتفي بين بوتن والشرعي منذ سقوط الأسد
أجرى الرئيس السوري أحمد الشرع ونظيره الروسي فلاديمير بوتن، الأربعاء، أول مكالمة هاتفية بينهما في وقت غامض بالنسبة للحليفين السابقين.

أجرى الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا، الأربعاء، في أول اتصال بينهما منذ الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد المدعوم من روسيا في ديسمبر/كانون الأول.
وجاء في بيان للكرملين على تطبيق تليجرام: "تمنى بوتن النجاح لأحمد الشرع في حل المهام التي تواجه القيادة الجديدة للبلاد". كما أكد الزعيم الروسي دعمه لوحدة الأراضي السورية.
وأعرب بوتن عن استعداده لمساعدة سوريا في إعادة إعمارها وتقديم المساعدات الإنسانية.
وقال وزير الخارجية السوري حسن الشيباني، في كلمة ألقاها الثلاثاء في القمة العالمية للحكومات في دبي، إن دمشق تلقت إشارات "إيجابية" من موسكو، لكنه أكد أن "هناك جرحا مفتوحا للشعب السوري وهناك الكثير من الناس الذين عانوا نتيجة لهذه العلاقة".
وأضاف الشيباني أن "أي نوع من الاحترام لحريتنا وسيادتنا سيقابل بالاحترام المتبادل، وسيتم رفض أي نوع من التدخل".
لماذا هذا مهم: لقد فقدت روسيا حليفًا رئيسيًا في الشرق الأوسط عندما أطاح المتمردون بالأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول. سافر الأسد وعائلته إلى موسكو عندما سيطر المتمردون على دمشق وحصلوا على حق اللجوء هناك.
ودفع التغيير السياسي في سوريا الكرملين إلى التحرك جاهدا للحفاظ على السيطرة على أصوله في البلاد التي تستضيف قاعدته البحرية الوحيدة على البحر الأبيض المتوسط.
تملك روسيا قاعدة جوية في حميميم وقاعدة بحرية في طرطوس، وكلاهما تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسط في سوريا.
وفي أواخر الشهر الماضي، زار نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف دمشق، في أول زيارة يقوم بها مسؤول روسي إلى سوريا منذ سقوط الأسد. والتقى بوغدانوف بالشرعة والشيباني، في ما وصفته وزارة الخارجية الروسية بـ"مناقشات جوهرية" حول العلاقات الثنائية.
أعرب الشرع عن استعداده للحفاظ على العلاقات مع روسيا على الرغم من الدعم العسكري المباشر الذي قدمته موسكو للأسد خلال الحرب الأهلية. وقال الشرع لقناة العربية في أواخر ديسمبر/كانون الأول إنه لا يريد أن تخرج روسيا من سوريا "بطريقة تقوض علاقتها ببلدنا". وأشار إلى إدارة موسكو لمحطات الطاقة في سوريا.
وأضاف أن "جميع أسلحة سوريا من أصل روسي، والكثير من محطات الطاقة يديرها خبراء روس"، مضيفاً "لا نريد أن تخرج روسيا من سوريا بالطريقة التي يرغب بها البعض".
وتدخلت روسيا عسكريا لصالح الأسد في عام 2015 ونفذت ضربات لدعم قواته خلال هجوم المتمردين نحو دمشق في أواخر العام الماضي.
ومع ذلك، تحركت السلطات السورية الجديدة للحد من الوجود الروسي. ففي أواخر الشهر الماضي، انتهت اتفاقية إيجار روسيا لميناء طرطوس .
اعرف أكثر: انتقد بوغدانوف العقوبات الغربية على سوريا، الثلاثاء.
وقال لافروف في تصريح نقلته وكالة تاس الروسية للأنباء: "نعتقد أنه حتى لو نظرنا إلى الوضع في سوريا من خلال عدسة المنطق الغربي المشوه، فإن استمرار الضغوط على دمشق من خلال العقوبات فقد أي معنى بعد التغييرات الجذرية وإزالة نظام بشار الأسد هناك".
وتستمر الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فرض عقوبات على سوريا منذ حكم الأسد. وقالت فرنسا ودول أوروبية أخرى إنها تعمل على رفع بعض العقوبات.