فرنسا تمنع عرض أسلحة إسرائيلية في معرض باريس الجوي: ما الذي يجب معرفته؟

باريس - أقيمت جدران ليل الأحد حول الجناح الإسرائيلي في معرض بورجيه الجوي الفرنسي المرموق، مما منع الزوار والمشترين من الوصول إلى العرض.

ما حدث: أصدرت السلطات الفرنسية تعليمات لمنظمي معرض بورجيه بمنع الوصول إلى الجناح بعد أن رفضت الشركات الإسرائيلية إزالة جميع الأسلحة الهجومية، قائلة إن التعليمات كانت تمييزية ودوافعها سياسية.

أكد قصر الإليزيه لموقع "المونيتور" أن الحكومة الفرنسية اتخذت القرار، وأن وثيقة مكتوبة بهذا الشأن اعتُمدت الأسبوع الماضي. ورفضت وزارة الخارجية الفرنسية التعليق على التوترات المتزايدة بين البلدين.

صرح مصدر دبلوماسي إسرائيلي لموقع "المونيتور" شريطة عدم الكشف عن هويته: "تواصل باريس سياستها التمييزية. أعرب الرئيس إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي عن التزامه بأمن إسرائيل، لكنه الآن يمنع الشركات الإسرائيلية من ممارسة الأعمال التجارية. إنه يضر بالاقتصاد الإسرائيلي في وقت حساس للغاية. علاوة على ذلك، تساعد هذه الشركات الدول الأوروبية على الوقوف في وجه روسيا في حرب أوكرانيا. من الصعب فهم ما تسعى باريس إلى تحقيقه من خلال هذه الخطوة".

في مايو 2024، مُنعت شركات إسرائيلية من المشاركة في معرض يوروساتوري للدفاع في باريس . وصرحت وزارة الدفاع الفرنسية لموقع "المونيتور" آنذاك: "لم تعد الشروط مُتاحة لاستقبال شركات إسرائيلية في المعرض الفرنسي، في ظل دعوة رئيس الجمهورية لوقف العمليات الإسرائيلية في رفح". ولجأت الشركات الإسرائيلية إلى محكمة التجارة الفرنسية، التي حكمت لصالحها، لكن الحكم جاء متأخرًا جدًا بالنسبة لها لتشييد أجنحتها في أرض المعرض.

وقعت واقعة مماثلة في نوفمبر الماضي، عندما مُنعت شركات إسرائيلية من عرض منتجاتها في معرض يورونافال البحري في باريس. وصرح منظمو المعرض لموقع "المونيتور" آنذاك: "أبلغت الحكومة الفرنسية يورونافال بقرارها الموافقة على مشاركة وفود إسرائيلية في يورونافال 2024 دون أي جناح أو عرض للمعدات". وقد أيدت محكمة التجارة الفرنسية الشركات الإسرائيلية، وسمحت لها بالمشاركة الكاملة في المعرض.

بعد هاتين الحادثتين، تواصلت الحكومة الإسرائيلية وشركات الدفاع الإسرائيلية مع السلطات الفرنسية استعدادًا لمعرض بورجيه، أحد أهم معارض الدفاع في العالم. وأفادت مصادر دبلوماسية إسرائيلية وفرنسية لموقع "المونيتور" بأنه سيُسمح للشركات الإسرائيلية بالمشاركة دون أي قيود.

رغم هذه الضمانات، قررت الحكومة الفرنسية منع الشركات الإسرائيلية من عرض أي أسلحة تُعتبر هجومية في معرض بورجيه. رفضت الشركات الإسرائيلية الالتزام بهذه التعليمات، فتم حظر العرض.

رد الفعل: "بناء على تعليمات من المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، اللواء (احتياط) أمير برعام، أبلغت الوزارة المنظمين أنها ترفض هذا الطلب بشكل قاطع"، هذا ما جاء في بيان أصدرته وزارة الدفاع الإسرائيلية يوم الاثنين.

وصف البيان القرار بأنه "مُشين". وقالت الوزارة الإسرائيلية: "هذا القرار المُشين وغير المسبوق ينم عن اعتبارات سياسية وتجارية. يأتي هذا في وقت تخوض فيه إسرائيل حربًا ضرورية وعادلةً للقضاء على التهديد النووي والباليستي الذي يواجه الشرق الأوسط وأوروبا والعالم أجمع".