ما نعرفه عن رد إيران على قاعدة العديد الأمريكية في قطر

نفذ الحرس الثوري الإيراني هجوما صاروخيا على قاعدة عسكرية أمريكية في قطر يوم الاثنين، تنفيذا لتعهده بالرد على الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية.

ما حدث: أعلن الحرس الثوري الإيراني استهدافه قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر "بهجوم صاروخي قوي ومدمر". وفي بيان نشرته وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء حوالي الساعة الثامنة مساءً بتوقيت الدوحة (الواحدة ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة)، وصف الحرس الثوري الإيراني الهجوم بأنه رسالة "واضحة وصريحة" إلى البيت الأبيض، مؤكدًا أن إيران "لن تدع أي اعتداء على سلامة أراضيها وسيادتها وأمنها القومي دون رد مهما كانت الظروف".  

تباينت التقارير الإيرانية حول عدد الصواريخ التي سقطت على قاعدة العديد. أفادت قناة برس تي في حوالي الساعة 8:30 مساءً بتوقيت الدوحة بسقوط ستة صواريخ على الأقل على القاعدة، بينما أفادت وكالة مهر حوالي الساعة 8:45 مساءً بتوقيت الدوحة بسقوط ثلاثة صواريخ على القاعدة.

تظهر هذه الصورة المأخوذة من لقطات AFPTV بقايا صاروخ إيراني تم اعتراضه فوق قطر، حيث كان ملقى على رصيف بالقرب من سياج في 23 يونيو 2025. (AFPTV/AFP via Getty Images)

ويبدو أن الهجوم انتهى في حوالي الساعة التاسعة مساء بتوقيت الدوحة (2 مساء بالتوقيت الشرقي)، بعد حوالي ساعة من التقارير الأولية عن إطلاق الصواريخ.

وقال مجلس الأمن القومي الإيراني إن "عدد الصواريخ المستخدمة في هذه العملية الناجحة كان مماثلا لعدد القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية".

شنت الولايات المتحدة هجومًا على منشآت فوردو وأصفهان ونطنز النووية الإيرانية فجر الأحد بالتوقيت المحلي، فيما وصفه الرئيس دونالد ترامب بأنه عملية "ناجحة للغاية". وألقت الولايات المتحدة 14 قنبلة خارقة للتحصينات، وأطلقت أكثر من 24 صاروخًا من طراز توماهوك في الهجوم. وقلل المسؤولون الإيرانيون من شأن الأضرار التي لحقت بالمنشآت، وتوعد الحرس الثوري الإيراني بالرد.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية القطرية "اعترضت بنجاح هجومًا صاروخيًا استهدف قاعدة العديد الجوية". ولم يتضح عدد الصواريخ التي تم اعتراضها.

وفي منشور على موقع "تروث سوشيال" عقب الهجوم، قال ترامب إن رد إيران على الضربات الأميركية على منشآتها كان "ضعيفاً للغاية". وبحسب الرئيس، أطلقت إيران 14 صاروخًا، أُسقط 13 منها. وأضاف أن صاروخًا آخر أُطلق لأنه لم يُشكل تهديدًا ولم يُسفر عن إصابات.

وشجع ترامب إيران على تحقيق "السلام" بعد الهجوم وشكر الجمهورية الإسلامية على تحذير الولايات المتحدة مسبقًا.

وعقد ترامب اجتماعا مع فريقه للأمن القومي في حوالي الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، ثم شكر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في منشور آخر على X، مشيرا إلى "كل ما فعله في السعي إلى السلام في المنطقة".

بعد الهجوم بوقت قصير، صرّح المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، على موقع X: "لم نؤذِ أحدًا. ولن نقبل أي مضايقة من أحد تحت أي ظرف من الظروف". ولم يتطرق خامنئي مباشرةً إلى الهجمات على قاعدة العديد في منشوره.

قاعدة العديد الجوية هي أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط. تبلغ مساحة القاعدة 60 فدانًا، وتستضيف طائرات تابعة لسلاح الجو الأمريكي، بما في ذلك طائرات KC-135 وC-17 وC-130 ونظام باتريوت الدفاعي، بالإضافة إلى القوات الجوية القطرية والبريطانية. تُعدّ قاعدة العديد المقر الإقليمي للقيادة المركزية الأمريكية. وكان هناك حوالي 8000 جندي أمريكي متمركزين فيها قبل اندلاع الصراع بين إسرائيل وإيران في وقت سابق من هذا الشهر.

ومع ذلك، تم إخلاء القاعدة جزئيًا على الأقل في أعقاب الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران، وفقًا لما ذكره جاريد سزوبا من موقع "المونيتور".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري في منشور على موقع X إن الهجوم يعد "انتهاكا صارخا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".

وأضاف أن قطر "تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع طبيعة وحجم هذا العدوان السافر".

أكد مجلس الأمن القومي الإيراني في بيانه أن الهجوم لم يُشكل أي تهديد "لبلدنا الصديق والشقيق، قطر". وأفاد موقعا أكسيوس ونيويورك تايمز أن إيران أبلغت قطر مسبقًا بالهجوم.

إدانة إقليمية: أدانت وزارة الخارجية السعودية الهجوم الإيراني، ووصفته في بيان بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي". وأضافت المملكة أن الهجوم "عمل مرفوض تمامًا ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال".

وقالت الإمارات العربية المتحدة إنها تدين الهجوم الإيراني "بأشد العبارات"، حسبما ذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام).

وأدانت البحرين الهجوم في بيان نقلته وكالة أنباءها الرسمية، وأعربت عن "دعمها الثابت لقطر".

أعربت وزارة الخارجية الكويتية عن "إدانتها واستنكارها الشديدين" للهجوم الإيراني على قطر، وقالت في بيان إنه "يهدد السلم والأمن والاستقرار في المنطقة". وأضافت الوزارة أن الكويت "تعرب عن استعدادها لتسخير كافة إمكانياتها وطاقاتها لدعم دولة قطر الشقيقة".

وأصدرت وزارة الخارجية العمانية بيانا أدانت فيه "التصعيد الإقليمي المستمر"، مشيرة إلى أنه "ناجم عن الهجوم الصاروخي غير القانوني الذي شنته إسرائيل على الجمهورية الإسلامية الإيرانية في 13 يونيو/حزيران، وتبادل الهجمات الصاروخية المستمر منذ ذلك الحين".

كما أدان الرئيس اللبناني جوزيف عون الهجوم، وقال إنه "انتهاك لسيادة دولة شقيقة وخطوة من شأنها زيادة التوترات في المنطقة وتوسيع نطاق المواجهات العسكرية".

ووصفت السلطة الفلسطينية الهجوم بأنه "انتهاك صارخ" لسيادة قطر، وقالت إنها "تقف إلى جانب دولة وشعب قطر"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

أعربت وزارة الخارجية السورية عن تضامنها مع قطر وقالت إنها "تدين بشدة أي أعمال عدائية تستهدف أمن واستقرار دول الخليج العربي"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

قالت وزارة الخارجية العراقية إنها "تتابع بقلق بالغ التصعيد الخطير والمتسارع في المنطقة". وأعربت الوزارة عن "تضامنها" مع قطر، لكنها امتنعت عن إدانة إيران.

المنطقة في حالة تأهب: أعلنت قطر إغلاق مجالها الجوي الساعة 6:30 مساءً بالتوقيت المحلي (11:30 صباحًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة). وتبعتها الكويت والبحرين والعراق لاحقًا.

أعلنت الكويت والبحرين حوالي الساعة 11:00 مساءً بالتوقيت المحلي (4:00 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة) إعادة فتح مجاليهما الجويين. وأعلنت الخطوط الجوية القطرية الساعة 12:20 صباحًا بالتوقيت المحلي يوم الثلاثاء (5:20 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الاثنين) إعادة فتح المجال الجوي القطري. ولم يعلن العراق فورًا ما إذا كان قد أعاد فتح مجاله الجوي. وأظهر موقع Flightradar24 لتتبع الرحلات الجوية بضع طائرات تحلق فوق قطر وقبالة سواحلها الساعة 11:20 مساءً بالتوقيت المحلي (4:20 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة).

علّقت الخطوط الجوية التركية رحلاتها من وإلى الدوحة، والمنامة، ودبي، وأبو ظبي، والدمام، والكويت، ومسقط، يوم الاثنين، وفقًا لوكالة الأناضول التركية الرسمية. ولم يتضح بعدُ مدة هذا التعليق.

ألغت شركتا طيران الإمارات والاتحاد للطيران وشركات طيران أخرى رحلاتها إلى إيران والعراق وأجزاء أخرى من الشرق الأوسط في وقت سابق من يوم الاثنين وسط التوترات الإقليمية.