تركيا تعتقل عشرات المشتبه بهم من داعش في مداهمات مرتبطة بشبكة مقرها سوريا
شنت السلطات التركية حملة على مستوى البلاد استهدفت الشبكات المالية والدعائية للتنظيم، في الوقت الذي تكثف فيه أنقرة جهودها لمواجهة الجماعة الجهادية المتطرفة في سوريا.

أنقرة - أعلن مسؤولون يوم الاثنين أن السلطات التركية اعتقلت 39 شخصا يشتبه في انتمائهم لتنظيم الدولة الإسلامية في مداهمات على مستوى البلاد تستهدف الشبكات المالية المزعومة للتنظيم، في الوقت الذي تكثف فيه أنقرة جهودها للقضاء على فلول الجماعة الجهادية في سوريا.
وقال وزير الداخلية علي يرلي كايا في منشور على موقع X إن المشتبه بهم اعتقلوا في مداهمات أجريت في 18 محافظة خلال الأسبوعين الماضيين، بما في ذلك إسطنبول، أكبر مدينة في تركيا.
وأضاف يرليكايا أنه "ثبت أن المشتبه بهم أعضاء في تنظيم داعش الإرهابي، وقدموا الدعم المالي لما يسمى بمنظمات الإغاثة التابعة للتنظيم، ونفذوا دعاية إرهابية عبر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي".
وأضاف أن السلطات ضبطت خلال المداهمات عددا كبيرا من الوثائق التنظيمية والمواد الرقمية.
ولم يحدد يرليكايا ما إذا كان المشتبه بهم مواطنين أتراك أم مواطنين أجانب.
وذكرت وكالة الأناضول التركية الرسمية أن المشتبه بهم الثلاثة الذين اعتقلوا في إسطنبول كجزء من العملية قدموا المساعدة لأعضاء داعش في مناطق الصراع في سوريا وداخل تركيا، وجمعوا أموالاً لمنع الانشقاقات، وسهلوا تحويل العملات المشفرة المرسلة إلى المجموعة من الخارج.
وأصدرت النيابة العامة في إسطنبول أيضا أوامر اعتقال بحق خمسة آخرين، اثنان منهم في الخارج وثلاثة طلقاء حاليا، بحسب الأناضول.
أهمية هذا الأمر: تأتي هذه العملية في الوقت الذي تكثف فيه أنقرة جهودها ضد تنظيم الدولة الإسلامية كجزء من حملتها الأوسع لتعزيز قبضة الحكومة السورية الجديدة على السلطة.
أنشأت تركيا والأردن وسوريا في مايو/أيار مركز عمليات مشتركًا في دمشق لتنسيق الجهود ضد التنظيم المتطرف. وجاءت هذه الخطوة بعد أن حثّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس السوري أحمد الشرع على تعزيز التعاون ضد داعش خلال اجتماعهما في الرياض في 14 مايو/أيار.
رغم فقدان داعش سيطرته الإقليمية عام ٢٠١٩، لا يزال لديه ما يُقدر بـ ٧٠٠٠ عضو في سوريا والعراق. ويُعتقد أن نصفهم تقريبًا مقاتلون نشطون، وفقًا لبيانات الاتحاد الأوروبي لعام ٢٠٢٤.
تظل قوات سوريا الديمقراطية (SDF) التي يقودها الأكراد القوة الرئيسية ضد داعش في سوريا وهي الحليف الرئيسي للبنتاغون في القتال ضد الجماعة.
للمزيد: تهدف جهود أنقرة المكثفة أيضًا إلى قطع التحالف بين واشنطن وقوات سوريا الديمقراطية، حيث تعتبر تركيا المجموعة التي يقودها الأكراد تهديدًا أمنيًا قوميًا كبيرًا.
تشكل وحدات حماية الشعب (YPG)، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، فرعًا من حزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي يشن حملة مسلحة ضد القوات التركية من أجل الحكم الذاتي الكردي في جنوب شرق تركيا ذي الأغلبية الكردية.
ويعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية من قبل أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي.
بدأت الولايات المتحدة بالفعل سحب قواتها التي يبلغ قوامها نحو 2000 جندي من سوريا، بما يتماشى مع تعهد إدارة ترامب بتقليص التورطات العسكرية الأجنبية.