الإمارات وأذربيجان توقعان اتفاقية تجارية خلال اجتماع مسؤولين في أبوظبي لإجراء محادثات سلام مع أرمينيا
ومن المتوقع أن تساهم الصفقة بنحو 680 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2031، بحسب وزير التجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي.

وقعت الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان اتفاقية تجارية، حيث التقى زعيم أذربيجان بنظيره الأرميني في أبو ظبي يوم الخميس لإجراء محادثات سلام تهدف إلى إنهاء الصراع المستمر منذ عقود بين بلديهما.
تم التوقيع على اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة في العاصمة الإماراتية أبوظبي من قبل وزير التجارة الخارجية الإماراتي ثاني بن أحمد الزيودي ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف.
وقال الزيودي في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام) في ساعة متأخرة من الأربعاء إنه من المتوقع أن تساهم الصفقة التجارية بنحو 680 مليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات بحلول عام 2031.
وأضاف أن أذربيجان "شريك تجاري واستثماري بالغ الأهمية" لدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى موقعها الاستراتيجي ونموها الاقتصادي القوي. وأوضح أن الإمارات تخطط لزيادة استثماراتها في دولة جنوب القوقاز في مختلف القطاعات، لا سيما في قطاع الطاقة، من خلال شركتيها الحكوميتين، شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة مصدر المتخصصة في الطاقة المتجددة.
وكشف بيان لوكالة أنباء الإمارات أن اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة ستمكن البلدين من تطوير بنية تحتية لوجستية مشتركة تسمح لهما بدخول أسواق أوسع داخل المنطقة.
وأهميتها: قال الزيودي إن التجارة الثنائية بين الإمارات وأذربيجان سجلت نمواً بنسبة 36.2% في عام 2024 لتصل إلى 2.24 مليار دولار، وهو ما يمثل 50% من تجارة أذربيجان مع دول مجلس التعاون الخليجي.
وتعد الإمارات المستثمر العربي الأكبر في أذربيجان، باستثمارات تتجاوز المليار دولار، بحسب وكالة أنباء الإمارات.
أطلقت الإمارات العربية المتحدة حملةً مكثفةً لاتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، حيث أبرمت 27 اتفاقيةً مع دولٍ منها كمبوديا، وجورجيا، والهند، وإندونيسيا، وإسرائيل، وتركيا، وصربيا، وجمهورية الكونغو، وأوكرانيا، في محاولةٍ لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط. وتسعى الإمارات، تحديدًا، إلى زيادة حجم تجارتها الخارجية غير النفطية إلى 1.1 تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2031. وفي عام 2024، بلغ حجم تجارتها غير النفطية مستوى قياسيًا بلغ حوالي 817 مليار دولار أمريكي.
للمزيد: في غضون ذلك، عقد زعيما أذربيجان وأرمينيا محادثات سلام في الإمارات العربية المتحدة يوم الخميس، بعد صراع دام قرابة أربعة عقود. وجاء اللقاء بين رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف بعد أن وضع البلدان اللمسات الأخيرة على مسودة اتفاق سلام في مارس/آذار بوساطة روسية.
ولم تشر البيانات الختامية الصادرة عن وزارتي خارجية البلدين إلى أي تقدم في محادثات السلام الأخيرة، لكنها قالت إن الزعيمين "اتفقا على مواصلة المفاوضات الثنائية وتدابير بناء الثقة بين البلدين".
منذ أواخر ثمانينيات القرن العشرين، خاضت الدولتان الواقعتان في جنوب القوقاز عدة حروب حول إقليم ناغورنو كاراباخ ــ وهي منطقة في أذربيجان انفصلت فعليا بحلول أوائل التسعينيات بدعم من يريفان.
استعادت أذربيجان السيطرة على الإقليم المنفصل في سبتمبر/أيلول 2023، مما أدى إلى نزوح جميع سكان ناغورنو كاراباخ الأرمنيين، البالغ عددهم 100 ألف نسمة، إلى أرمينيا. وبدأت محادثات السلام بعد ذلك بوقت قصير لمعالجة الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 7000 شخص، وفقًا لتقديرات مرصد الحرب.