في ظهور نادر.. فيروز تنعى ابنها زياد الرحباني في وداع لبنان
حضرت الفنانة اللبنانية الأسطورية فيروز جنازة ابنها الملحن والكاتب المسرحي الشهير زياد الرحباني في كنيسة ببلدة شمال بيروت، في أول ظهور علني لها منذ سنوات.

بيروت - شاركت الفنانة اللبنانية الأسطورية فيروز في تشييع جنازة ابنها الملحن والكاتب المسرحي الشهير زياد الرحباني في كنيسة بكفيا يوم الاثنين، في أول ظهور علني لها منذ سنوات.
وصلت فيروز، البالغة من العمر 90 عامًا، إلى كنيسة رقاد السيدة العذراء برفقة ابنتها ريما والنائب إلياس أبو صعب. نزلت من السيارة وسط تصفيق الحضور، ثم دخلت الكنيسة على وقع ترانيم دينية تُعزف في الخلفية.
وبغطاء من الدانتيل الأسود يغطي شعرها الأحمر المميز، ونظارة شمسية سوداء كبيرة، جلست فيروز في الصف الأمامي بالكنيسة في صمت وهي تنعى ابنها.
فيروز في وداع ابنها زياد
— Annahar النهار (@Annahar) July 28, 2025
Fayrouz bids farewell to her son Ziad pic.twitter.com/CMkcpqmolI
ولدت نهاد حداد في عام 1935 لعائلة متواضعة في بيروت، فيروز - والتي تعني "الفيروز" باللغة العربية - هي واحدة من أكثر المطربات تأثيرًا وشهرة في العالم العربي، حيث سيطرت على المشهد الموسيقي اللبناني والعربي منذ اكتشافها في أوائل الخمسينيات في سن الرابعة عشرة.
اشتهرت بشخصيتها المتحفظة وحضورها الهادئ على المسرح، واكتسبت شهرة واسعة بعد أدائها الأول في مهرجان بعلبك الدولي عام 1957. ثم واصلت الأداء في بعض من أعرق القاعات في العالم بما في ذلك قاعة ألبرت الملكية في لندن، وقاعة كارنيجي في نيويورك، وقاعة جراند أولمبيا في باريس.
تُعتبر فيروز، بصوتها الأيقوني، أسطورةً حيةً وكنزًا وطنيًا لبنانيًا. ولا تزال أغانيها، التي ألّف ولحنها ابنها زياد، تُعزف كل صباح في جميع أنحاء لبنان.
لكن مع تدهور صحتها، ظلت بعيدة عن الأضواء. يعود تاريخ آخر حفل لها إلى عام ٢٠١٢، عندما أحيت حفلاً على مسرح بلاتيا بجونيه. في سبتمبر ٢٠٢٠، غطت وسائل الإعلام لقاءها بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي زار منزلها في الرابية. وقد منحها الرئيس الفرنسي، الذي كان في بيروت عقب انفجار المرفأ المدمر في ٤ أغسطس، وسام جوقة الشرف، وهو أعلى وسام فرنسي للاستحقاق العسكري والمدني.
أنا الأُم الحزينة.. pic.twitter.com/KlMYJUkQGr
— فيروز Fairouz (@Fairouzna) July 28, 2025
وقال ماكرون في ذلك الوقت: "لقد أخبرتها بكل ما تمثله بالنسبة لي، عن لبنان الذي نحبه والذي ينتظره الكثيرون، والحنين الذي يشعر به الكثيرون".
تزوجت فيروز من الملحن والموسيقي عاصي الرحباني عام ١٩٥٤، وأنجبا أربعة أبناء، منهم زياد ، الذي توفي يوم السبت إثر نوبة قلبية عن عمر يناهز ٦٩ عامًا. في عام ١٩٨٨، فقدت فيروز ابنتها الأخرى، الملحنة ليال، بسكتة دماغية. تعيش المغنية اللبنانية الآن مع ابنها هالي، الذي وُلد بإعاقة ذهنية وجسدية، وريما، وهي مصورة ومخرجة أفلام.
تجمّع المئات في الكنيسة يوم الاثنين لحضور جنازة زياد. كما حضر عدد من الفنانين والسياسيين وشخصيات لبنانية بارزة لتقديم واجب العزاء.
🔴 [#Live] Mourners carry the coffin during the funeral of Lebanon's renowned musician and composer Ziad Rahbani at Mhaidseh's Greek Orthodox Church of Dormition in Bikfaya in Mount Lebanon, north east of Beirut, on July 28, 2025.
— L'Orient Today (@lorienttoday) July 28, 2025
📸 AFP pic.twitter.com/8SUwytIJ25
وشوهدت السيدة الأولى نعمت عون، ورئيس الوزراء نواف سلام وزوجته، وزوجة رئيس مجلس النواب نبيه بري رندا، ومصمم الأزياء إيلي صعب، والفنانة ماجدة الرومي، وشخصيات كثيرة في قاعة الكنيسة يقدمون التعازي لعائلة الرحباني قبل بدء الجنازة.
أعادت عائلة الرحباني، بأعمالها التي امتدت لأكثر من ستة عقود، تشكيل المشهد المسرحي والموسيقي المحلي والعربي. وكان زياد، على وجه الخصوص، شخصية محبوبة لدى كثير من اللبنانيين، إذ شكّلت آراؤه الساخرة عن السياسة والطائفية في لبنان مصدر عزاء للكثيرين طوال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) والأزمات المتتالية التي شهدتها البلاد.