تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

سوريا تكشف عن شعار النسر الذهبي: ماذا يعني؟

كشفت سوريا عن شعار وطني جديد، وهي خطوة أخرى نحو إزالة رموز سلالة الأسد التي حكمت البلاد لأكثر من خمسة عقود.

Beatrice Farhat
يوليو 4, 2025
Syrian President Ahmad Al-Sharaa delivers a speech at the presidential palace during the unveiling of the country's new national emblem, Damascus, July 3, 2025.
الرئيس السوري أحمد الشرع يلقي كلمة في القصر الرئاسي خلال الكشف عن الشعار الوطني الجديد للبلاد، دمشق، 3 يوليو 2025. — بكر القاسم / وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيماجز

أعلنت الرئاسة السورية، الخميس، عن الرموز الجديدة للجمهورية العربية السورية ، بما في ذلك تغييرات في الشعار الوطني، في أعقاب سقوط عائلة الأسد، التي حكمت البلاد لأكثر من خمسة عقود، حتى أواخر العام الماضي.

ماذا حدث : تم الكشف عن التمثال خلال حفل أقيم في القصر الجمهوري بدمشق بحضور الرئيس أحمد الشرع وكبار المسؤولين، بما في ذلك وزير الخارجية أسعد الشيباني.

وبحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، تضمن الحدث عروضاً بصرية وفنية، بما في ذلك عرض ضخم للطائرات بدون طيار وصور ثلاثية الأبعاد تصور الشعار الوطني الجديد ورموز سورية أخرى ومعالم تاريخية، من بينها قلعة حلب ومدينة دمشق القديمة، واختتم بعرض للألعاب النارية.

أقيمت الاحتفالات بالتزامن في جميع أنحاء البلاد.

وفي كلمة له خلال حفل الإطلاق، قال الشرع إن الهوية الجديدة للبلاد تعكس "سوريا التي لا تقبل التقسيم أو التجزئة، سوريا موحدة، وأن التنوع الثقافي والعرقي هو عامل إثراء وليس تقسيماً أو صراعاً".

وأضاف أن "احتفال اليوم يجسد هوية سورية وشعبها في هذه المرحلة التاريخية الجديدة، هوية تستمد خصائصها من هذا الطائر الجارح [النسر الذهبي]، الذي يستمد منه القوة والعزيمة والسرعة والإتقان والابتكار في الأداء".

وأضاف الرئيس السوري: "نعلن القطيعة مع نظام الظلم والاستبداد، وبداية هوية جديدة لوطن عزيز وحياة كريمة تنتظر السوريين".

ويتضمن الشعار الوطني الجديد نسراً ذهبياً يحل محل الرمز السابق الصقر، ما يمثل تحولاً رمزياً بعيداً عن الطابع العسكري للشعار القديم، وفق ما ذكرت وكالة سانا.

على عكس التصميم القديم، الذي كان فيه "صقر قريش" ممسكًا بدرع يحمل الألوان الثلاثة العمودية للعلم الوطني السابق، يظهر النسر الجديد، ناشرًا جناحيه، بثلاثة نجوم ترمز إلى تحرر الشعب. ويعكس وضع النجوم فوق النسر، الذي يمثل الدولة، تحرر الشعب من طابع الدولة العسكري.

يتكون جناحا النسر من 14 ريشة، تمثل كل منها محافظة سورية، في حين تشكل خمس ريشات ذيل النسر، ترمز إلى المناطق الجغرافية الرئيسية في سورية: الشمال والشرق والغرب والجنوب والوسط، وتعكس وحدة التراب السوري.

سيتم اعتماد الشعار الوطني السوري الجديد، بالإضافة إلى رموز أخرى، تدريجياً في الوثائق الرسمية، بما في ذلك بطاقة الهوية الوطنية وجواز السفر السوري، وكذلك في المؤسسات الحكومية.

الخلفية : يأتي الكشف عن شعار سوريا بعد ستة أشهر من الإطاحة بالرئيس بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول 2024، في أعقاب هجوم سريع للمتمردين بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام الإسلامية، بقيادة الشرع، المعروف آنذاك باسم أبو محمد الجولاني.

وبعد ذلك بفترة وجيزة، بدأت السلطات السورية الجديدة باستخدام العلم الثوري السوري المعروف باسم علم الاستقلال والذي استخدم لأول مرة مع تأسيس الجمهورية السورية عام 1932 - حتى اعتمد الرئيس الراحل حافظ الأسد في عام 1980 العلم ثلاثي الألوان الأحمر والأبيض والأسود مع نجمتين خضراوين على الشريط الأبيض.

ظهر علم الاستقلال، الذي يتألف من ثلاثة خطوط أفقية باللون الأخضر والأبيض والأسود، ومزين بثلاثة نجوم حمراء على الشريط الأبيض، مرة أخرى في بداية الثورة السورية في عام 2011، ليصبح رمزًا للمقاومة ضد نظام الأسد طوال الحرب الأهلية التي استمرت 14 عامًا.

وبعد سقوط الأسد بفترة وجيزة، تم رفع العلم الجديد فوق المؤسسات الحكومية في دمشق ومدن أخرى، في حين قامت السفارات السورية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في موسكو، باستبدال أعلامها بالتصميم القديم الذي تم اعتماده حديثًا.

اعرف المزيد : منذ توليه رئاسة سوريا في يناير/كانون الثاني، يسعى الشرع إلى استعادة مكانة سوريا في الساحة العربية وكسر أكثر من عقد من العزلة الغربية. وقد قام بسلسلة من الزيارات إلى دول في الشرق الأوسط وأوروبا، منها فرنسا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وتركيا.

وفي مايو/أيار الماضي، التقى الزعيم السوري بالرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال جولة الأخير الخليجية في الرياض، في أول اجتماع أميركي سوري رفيع المستوى منذ عقود، مما يشير إلى إعادة ارتباط واشنطن بدمشق.

وفي يوم الاثنين، وقع ترامب على أمر تنفيذي ينهي إطار العقوبات الذي فرضته الحكومة الأميركية على الكيانات والأفراد المرتبطين بنظام الأسد السابق ردا على انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية في البلاد.