تتويج ملكة جمال لبنان 2025 في حفل يسلط الضوء على الثقافة والتراث
توج لبنان بيرلا حرب ملكة جمال جديدة للبلاد في حفل كبير سلط الضوء على الفن والثقافة اللبنانية.
بيروت - في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، توج لبنان بيرلا حرب، البالغة من العمر 22 عاماً، من جنوب لبنان، ملكة جمال جديدة في حفل مرصع بالنجوم سلط الضوء على الفن والثقافة اللبنانية .
فازت حرب بلقب ملكة جمال لبنان لعام ٢٠٢٥ خلال حفل أقيم في قاعة آيسول أرينا بزوق مصبح، شمال بيروت. وقد رعته وزارة السياحة اللبنانية.
وتم بث الحدث مباشرة على قناة LBCI التلفزيونية المحلية، ليصل إلى الجمهور اللبناني في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا وأميركا الشمالية وأستراليا.
وتنافست 16 متسابقة على التاج المنشود أمام لجنة تحكيم ضمت شخصيات بارزة في مجالات الجمال والموضة والفن والسياسة، بما في ذلك وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، وعضو البرلمان بولا يعقوبيان، والملحن الفرنسي اللبناني إبراهيم معلوف، ومصمم الأزياء اللبناني نيكولا جبران، وملكة جمال العالم 2025 أوبال سوتشاتا من تايلاند، وخبير المكياج اللبناني بسام فتوح، وعارضة الأزياء التونسية ريم السعيدي، وملكة جمال لبنان السابقة والممثلة اللبنانية فاليري أبو شقرا.
وتجولت المتسابقات على المسرح بملابس السباحة وفساتين السهرة التي صممها جبران قبل أن يتأهل ثمانية منهن إلى الدور نصف النهائي، حيث طرحت عليهن لجنة التحكيم سؤالاً واحداً: "ما هو الهاشتاج أو الشعار الذي ستخصصينه لليلة انتخاب ملكة جمال لبنان؟"
"أمل"، أجاب حرب. "أمل لبنان جديد يُولد من جديد ويستحق أن يُعاش".
بعد انتهاء المسابقة، استمتع الجمهور بلوحات رقص آسرة مزجت بين التقاليد الشرقية والرقصات الغربية. كما شهد الحدث عروضًا حية للفنانة اللبنانية نانسي عجرم ومجموعة من الراقصين.
لبنان يتوّج بيرلا حرب ملكة على عرش الجمال لعام 2025... ألف مبروك!@MissLebOfficial #LBCI #LBCILebanon #MissLebanon2025 pic.twitter.com/yv8Gg3lnbk
— LBCI TV (@LBCILebanon) October 5, 2025
أبهرت حرب الجمهور ولجنة التحكيم بتقدمها في المسابقة، وصولاً إلى الجولة النهائية. وعندما أُعلنت حرب ملكة جمال لبنان لعام ٢٠٢٤، وضعت ندى كوسا، حاملة اللقب، تاجًا مرصعًا بالألماس على رأسها. ثم سارت حرب برشاقة على خشبة المسرح على أنغام الأغنية الشهيرة "للملكة تاجٌ وصولجان" للملحن الراحل منصور الرحباني .
رُصّع التاج، الذي صممته دار المجوهرات اللبنانية المرموقة عالميًا، معوض، بأحجار كريمة حمراء وبيضاء وخضراء، تُمثّل ألوان العلم اللبناني. كما تضمّن التاج شجرة الأرز، الرمز الوطني للصمود والوحدة والتفاؤل، مُجسّدًا تراث الوطن وفخره.
وبالإضافة إلى اللقب، حصلت حرب على عدة جوائز، بما في ذلك شقة بقيمة 175 ألف دولار في كفردبيان، وسيارة سوزوكي فرونكس، ومجموعة مجوهرات من مجوهرات وهيبة، ورحلة مدفوعة التكاليف بالكامل إلى شرم الشيخ مع إقامة في فندق خمس نجوم.
ستمثل حرب لبنان في مسابقة ملكة جمال العالم 2026 في فبراير/شباط المقبل، حيث ستظهر جمال لبنان أمام ملايين المشاهدين الذين يتابعون المسابقة العالمية.
تتويج حرب الذي هو من قرية المعماريا في قضاء صيدا، لاقى موجة من الدعم على وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره من مواطني جنوب لبنان الذي يتعرض لغارات إسرائيلية يومية على الرغم من وقف إطلاق النار الذي أنهى الصراع الذي استمر 13 شهرًا بين إسرائيل ولبنان في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
بعثت حرب برسالة أمل في بيان مقتضب عبر وسائل الإعلام عقب فوزها: "لبنان مليء بالأمل. لا تيأسوا ولا تيأسوا... نحن ثابتون على أقدامنا، وهكذا سنبقى".
وهنأ النائب شربل مسعد الفائزة، قائلاً في منشور على موقع X إن فوزها "ليس مجرد تتويج جمال، بل رسالة أمل من الجنوب إلى كل لبنان، رسالة تؤكد أن إرادة اللبنانيين وإبداعهم وجمالهم الحقيقي يبقى أقوى من كل الصعوبات، وأن لهذا البلد دائماً من يعيد إليه بريقه وجماله".
وبالمثل، أشاد النائب السابق أمل أبو زيد بحرب، واصفًا إياها بـ"قصة أمل وإلهام، من المعمرية إلى عرش الجمال في لبنان... يا زهرة الجنوب، تاجك ينطق بالفخر... ألف مبروك"، كتب على X.
أُلغيت مسابقة ملكة جمال لبنان السنوية عدة مرات منذ انطلاق نسختها الأولى خلال الحكم الفرنسي للبنان عام ١٩٣٠. وبعد الاحتجاجات الشعبية المناهضة للحكومة، وما تلاها من اضطرابات مالية وسياسية عام ٢٠١٩، عُلِّقت المسابقة، ثم أُجِّلت لثلاث سنوات أخرى بسبب جائحة كوفيد-١٩. عادت المسابقة عام ٢٠٢٢، بفوز ياسمينا زيتون - وهي أيضًا من جنوب لبنان - باللقب، خلفًا لمايا رعيدي التي احتفظت به منذ عام ٢٠١٨. ولاحقًا، حازت زيتون على لقب الوصيفة الأولى في مسابقة ملكة جمال العالم ٢٠٢٤، مما وضع لبنان على الساحة العالمية.
ورغم الصعوبات والأزمات المستمرة التي تواجهها البلاد، تظل مسابقة ملكة جمال لبنان منصة للترويج للتنوع الثقافي الغني في لبنان وتراثه الثقافي.
قامت ملكة جمال العالم 2025 سوتشاتا بجولة في عدد من الأماكن الشهيرة في لبنان أثناء إقامتها، بما في ذلك المدن الساحلية جونيه وجبيل والبترون.
— Opal Suchata (โอปอล สุชาตา) (@Opalsuchaaata) October 6, 2025
وقبيل انطلاق المسابقة يوم السبت، استقبل وزير السياحة الخازن لحود سوتشاتا في نادي السيارات والسياحة اللبناني العريق في جونية.
يشرفنا أن نرحب بملكة جمال العالم في بلدنا، وأن نشارك من خلالها جمال لبنان مع العالم أجمع. رسالتنا بسيطة: الجميع مرحب بهم هنا. تعالوا واكتشفوا لبنان ، أرض العجائب والثقافة الغنية،" هذا ما صرحت به الخازن في بيان نُشر على موقع ملكة جمال العالم.
أينما ذهبنا، نتمتع بمنظر خلاب للبحر. إنه يملأ روحي. أنا مغرم بهذا البلد، وسأعود إليه قريبًا لاستكشاف المزيد،" قالت سوتشاتا.
عانى قطاع السياحة في لبنان في السنوات الأخيرة وسط اضطرابات سياسية وصراعات إقليمية. وكانت الاحتجاجات التي عمت البلاد عام ٢٠١٩ بمثابة ضربة موجعة، إذ أدت إلى إلغاء فعاليات سياحية وثقافية، بما في ذلك حفل موسيقي كان مقررًا في يوليو ٢٠٢٠ للنجمة العالمية سيلين ديون.
أدت حرب غزة وتداعياتها على لبنان وإيران إلى إلغاءات متكررة للرحلات الجوية وتفاقم المخاوف الأمنية. وأشارت وزارة السياحة إلى انخفاض بنسبة 32% في عدد السياح الوافدين إلى البلاد، ليصل إلى حوالي 1.13 مليون سائح في عام 2024، مقارنةً بحوالي 1.66 مليون سائح في عام 2023.
حتى الآن في عام ٢٠٢٥، أظهر القطاع بوادر انتعاش طفيف. استقبل مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت ٣.٨ مليون مسافر في الأشهر السبعة الأولى من العام، بزيادة قدرها ٣.٢٣٪ مقارنة بـ ٣.٧٥ مليون مسافر في الفترة نفسها من عام ٢٠٢٤، وفقًا لبيانات أغسطس الصادرة عن المطار.