منح الجنسية اللبنانية لرئيس الفيفا يُحيي جدلاً حول حقوق متساوية
أعلن الرئيس اللبناني ميشال عون أنه سيمنح الجنسية اللبنانية لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، ما أثار موجة من الغضب.
بيروت - أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون، الثلاثاء، منح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو الجنسية اللبنانية، ما أثار موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي في وقت لا تزال المرأة اللبنانية غير قادرة على منح جنسيتها لأطفالها.
وصل إنفانتينو برفقة زوجته اللبنانية لينا الأشقر إلى بيروت يوم الاثنين في زيارة تستغرق يومين، وهي الأولى له منذ عام 2019. والتقى يوم الثلاثاء مع وزيرة الشباب والرياضة نورا بيرقداريان وأجرى محادثات مع مسؤولين من الاتحاد اللبناني لكرة القدم لمناقشة دعم الفيفا لتطوير البنية التحتية لكرة القدم والملاعب في لبنان.
إنفانتينو، البالغ من العمر 55 عامًا، يحمل الجنسيتين السويسرية والإيطالية. وهو متزوج من السيدة أشقر، التي عملت سابقًا في الاتحاد اللبناني لكرة القدم، منذ عام 2001.
كما التقى إنفانتينو بالرئيس جوزيف عون ورئيس الاتحاد اللبناني لكرة القدم هاشم حيدر في بعبدا. وخلال الاجتماع، أعلن عن خطط الاتحاد لتمويل بناء ملعب كرة قدم جديد ومتطور في لبنان، يتسع من 20 ألفًا إلى 30 ألف متفرج، وفقًا لبيان صادر عن الاتحاد.
كما قدم لعون الكرة الرسمية لكأس العالم 2026 التي من المقرر أن تقام في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك في الصيف.
إنفانتينو: خسارة بمنتجي على الجنسية اللبنانية… وملتزمة بدعم مشاريع كرة القدم في لبنان
🔗 التفاصيل ⬇️ https://t.co/rbeRUvoDom pic.twitter.com/1vElIx3u3I— الاتحاد اللبناني لكرة القدم (@thelfadotcom) ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٥
وبحسب بيان الاتحاد اللبناني لكرة القدم، قال عون إنه سيمنح إنفانتينو الجنسية اللبنانية في "خطوة رمزية تؤكد تقدير لبنان لدوره في تطوير الرياضة ودعمه المستمر لكرة القدم اللبنانية".
أعرب إنفانتينو عن تقديره لعون وقراره في منشور على إنستغرام. وكتب: "تشرفتُ كثيرًا بالترحيب الحار، بمنحي الجنسية اللبنانية، وأفتخر بأن أكون وطني في هذا البلد الجميل".
في حديثه لقناة LBCI المحلية يوم الثلاثاء، صرّح إنفانتينو بأنه سيحصل على الجنسية رسميًا قريبًا. وأضاف: "أشعر بفخر وسعادة بالغين. أنا لبناني منذ سنوات طويلة، لذا من الجيد أن نُرسخ هذا الأمر رسميًا أيضًا".
الجدل حول القانون التمييزي
وقد أحيا قرار منح إنفانتينو الجنسية نقاشاً طويلاً حول قانون الجنسية اللبناني، الذي صدر قبل 100 عام أثناء الانتداب الفرنسي، والذي يمنع المرأة اللبنانية المتزوجة من أجانب من منح الجنسية لزوجها وأطفالها.
عندما لا تسطيع ان تفكر #الجنسية #اللبنانية لاولاده من العيب ان رئيس الجمهورية يمنح الجنسية غير الأجنبية. بأي حق؟ أعطينا حقنا اولا!! هذه إهانة لكل لبنانية ! عيب! #جوزف_عون @LBpresidency https://t.co/N6T8k8bFe4
— د. طربيه ريما د.ريما طربيه 🇱🇧✊🏻🌍🌈 (@RimaTarabay) 25 نوفمبر 2025
تنص المادة الأولى من قانون الجنسية اللبنانية الصادر سنة 1925 على أنه "يعتبر لبنانياً كل شخص ولد من أب لبناني".
في عام ١٩٦٠، عُدِّلت المادة الخامسة من القانون للسماح للأجنبيات المتزوجات من لبنانيين بالحصول على الجنسية اللبنانية. لكن هذه التعديلات لم تُطبَّق على اللبنانيات.
لعقود، دأب النشطاء وجماعات حقوق الإنسان على الدعوة إلى تعديل القانون، الذي يعتبرونه تمييزيًا وأبويًا. ومؤخرًا، في سبتمبر/أيلول، قدّمت عضوة البرلمان سينثيا زرازير مشروع قانون يطلب إضافة كلمة "الأم" إلى المادة الأولى، لكنه لم يُطرح للتصويت.
ويجادل المسؤولون اللبنانيون منذ فترة طويلة بأن تعديل القانون من شأنه أن يؤدي إلى تغيير التوازن الطائفي في البلاد، وسط مخاوف من استخدامه لتعزيز التوطين الدائم للاجئين الفلسطينيين في لبنان إذا سُمح للنساء اللبنانيات المتزوجات من فلسطينيين بمنحهم الجنسية.
وفقًا لأحدث البيانات المتاحة من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لعام ٢٠٠٨، يتأثر حوالي ٧٧,٤٠٠ شخص، من رجال ونساء وأطفال، بالقانون الحالي. يواجه آلاف الأطفال المولودين لأمهات لبنانيات وآباء أجانب والمقيمين في لبنان العديد من المشاكل القانونية، بما في ذلك ضرورة تجديد إقامتهم القانونية كل سنة إلى ثلاث سنوات. كما يُحرمون من الرعاية الصحية العامة والتعليم وبعض الوظائف.
وتوجه العديد من اللبنانيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي يوم الثلاثاء، حيث هاجموا عون لمنحه الجنسية لإنفانتينو بينما لا تزال المرأة محرومة من حقوق المواطنة المتساوية.
انا لبنانية بس ابني لا.
ممكن الحصول على جنسية او فخامة الرئيس او بدنا نطر ليتجوز لبنانية؟ @LBpresidency– ملك خالد (@Malakhaled) 25 نوفمبر 2025
كتبت الصحافية ديما صادق على موقع X: "في لبنان، لا يُسمح للمرأة بمنح جنسيتها اللبنانية لأطفالها، إلا إذا كان زوجها مجاهداً إيرانياً رفيع المستوى أو رئيساً للاتحاد الدولي لكرة القدم".
المرأة بلبنان ممنوع حقوقها من جنسها اللبنانية لولادتها، الا إذا كان جوزها مجاهد إيراني كبير او رئيس الفيفا ❤️
– ديما ديما صادق (@DimaSadek) 25 نوفمبر 2025
وكان صادق يشير إلى تقارير تفيد بأن الرجل الثاني في حزب الله علي طباطبائي ، الذي قتل في غارة إسرائيلية على بيروت يوم الأحد، كان يحمل الجنسية اللبنانية على الرغم من أن والده إيراني.
وبموجب قانون عام 1925، يجوز منح الجنسية اللبنانية "لأي أجنبي يقدم للبنان خدمات ذات أهمية كبيرة" بموجب مرسوم رئاسي.