مصر تستعيد 36 قطعة أثرية من الولايات المتحدة بما في ذلك قناع مومياء: ما الذي يجب معرفته
أعلنت السلطات المصرية، الخميس، استعادة 36 قطعة أثرية قديمة من الولايات المتحدة بعد تهريبها خارج البلاد.
أعلنت السلطات المصرية، الخميس، استعادت 36 قطعة أثرية قديمة من الولايات المتحدة، في أحدث الجهود لاستعادة تراثها القديم، حيث يُعتقد أن عشرات الآلاف من الآثار تم تهريبها خارج البلاد على مر السنين.
ماذا حدث : تم استرداد القطع الأثرية على ثلاث دفعات خلال فترة زمنية غير محددة. وتضمنت الدفعة الأولى 11 قطعة أثرية، منها قناع مومياء لشاب يعود إلى العصر الروماني، وإناء يُصوّر الإله بس، ولوحة جنائزية من الحجر الجيري تعود أيضًا إلى العصر الروماني، وفقًا لبيان صادر عن وزارة السياحة المصرية يوم الخميس.
وقد تمت مصادرة القطع الأثرية من قبل مكتب المدعي العام الأمريكي في نيويورك وتم تسليمها إلى القنصلية العامة المصرية في نيويورك.
وتضمنت المجموعة الثانية 24 مخطوطة تحتوي على نصوص قبطية وسريانية سلمها متحف المتروبوليتان للفنون طواعية إلى القنصلية المصرية في "بادرة حسن نية"، بحسب البيان.
مخطوطة كانت من بين القطع الأثرية المستردة. (وزارة الخارجية المصرية)
استلمت القنصلية دفعة ثالثة تضمنت نقشًا بارزًا من الحجر الجيري الملون من الأسرة الثامنة عشرة. صادره مكتب المدعي العام في نيويورك بعد ثبوت تصديره بشكل غير قانوني من مصر.
ولم يحدد البيان موعد إعادة هذه القطع. وذكر أن وزارة الخارجية سلمتها إلى لجنة أثرية تابعة للمجلس الأعلى للآثار، والتي ستتولى ترميمها قبل عرضها في المتحف المصري بميدان التحرير.
وبحسب بيان وزارة السياحة، فإن استعادة القطع الأثرية جاءت نتيجة جهد مشترك بين المجلس الأعلى للآثار ووزارة الخارجية ووزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج والهيئات التنظيمية المصرية الأخرى بالتنسيق مع السلطات الأمريكية بما في ذلك مكتب المدعي العام في نيويورك وفي إطار مذكرة التفاهم لعام 2021 بين مصر والولايات المتحدة والتي تسهل التعاون الثنائي لإعادة القطع الثقافية المهربة من مصر.
إحدى القطع الأثرية المُستردة. (وزارة الخارجية المصرية)
صرح وزير السياحة والآثار المصري، شريف فتحي، في بيان له: "إن استعادة هذه القطع الأثرية تؤكد التزام الدولة المصرية الراسخ بحماية تراثها، والحفاظ على أصولها الثقافية، واستعادة الآثار التي صُدّرت بطرق غير مشروعة". وأشاد "بالتعاون المثمر بين المؤسسات الوطنية المصرية والأمريكية، والذي يعكس وعيًا متزايدًا بأهمية مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية والأثرية، وحماية التراث الإنساني".
ماذا يعني ذلك : إن عملية الإعادة هي الأحدث في سلسلة من عمليات الاسترداد الناجحة التي قامت بها مصر.
لطالما عانت مصر من أعمال التنقيب والتهريب غير القانونية. صُدِّرت عشرات الآلاف من القطع الأثرية بشكل غير قانوني من مصر، وطُرحت للبيع في قاعات المزادات العالمية، بما في ذلك دور مزادات مرموقة مثل دار كريستيز للمزادات في نيويورك. وبينما لا تتوفر بيانات رسمية عن عدد القطع الأثرية المسروقة والمُهرَّبة خارج البلاد، تشير بعض التقديرات إلى أن عددها يتجاوز المليون، ويُعرض معظمها في متاحف حول العالم.
تطالب مصر باستعادة آثارها المسروقة، بما فيها حجر رشيد الشهير، المعروض في المتحف البريطاني بلندن. يعود تاريخ حجر الجرانيت هذا إلى 2200 عام، وهو محفور عليه كتابات هيروغليفية ويونانية قديمة وديموطيقية.
تم اكتشافه في مدينة رشيد (رشيد حاليًا) في دلتا النيل من قبل جنود جيش نابليون في عام 1799 ونقل إلى لندن في عام 1802.
قال رئيس الوزراء الهولندي ديك شوف، الأحد، للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته للقاهرة، إن بلاده ستعيد رأسا حجريا عمره 3500 عام من سلالة تحتمس الثالث.
في أغسطس/آب، أعادت هولندا مجموعة من القطع الأثرية النادرة إلى مصر، بما في ذلك تمثال صغير وجزء من تابوت ورأس مومياء من العصر المتأخر (664-332 قبل الميلاد)، والتي تم التنقيب عنها بشكل غير قانوني وإخراجها من البلاد.
في أغسطس/آب أيضًا، استعادت السلطات المصرية عشر قطع أثرية من بريطانيا وثلاث قطع أخرى من ألمانيا. وتشمل هذه القطع ألواحًا منحوتة من الحجر الجيري من عصر الدولة الحديثة (1550-1077 قبل الميلاد)، وشظية من تاج برونزي، وقناعًا جنائزيًا من الخرز، وجمجمة، ويدًا محنطة، وعدة تمائم.
في شهر مايو، تم استعادة 25 قطعة أثرية قديمة من الولايات المتحدة، بما في ذلك أغطية توابيت حجرية وخشبية وأقنعة جنائزية ووعاء كبير من المرمر كان يستخدم لتخزين الزيوت المقدسة.
وبحسب إدارة استرداد الآثار بوزارة السياحة، استعادت مصر ما يقرب من 30 ألف قطعة أثرية مهربة من الخارج بشكل غير قانوني بين عامي 2011 و2021.
اعرف المزيد : وتأتي جهود مصر المتواصلة لاستعادة تراثها في الوقت الذي افتتحت فيه مصر المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني، بعد عقدين من بدء بنائه.
على مساحة تقارب 500,000 متر مربع، يضم المتحف مجموعةً تضم أكثر من 100,000 قطعة أثرية تمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر اليوناني الروماني. وهو أكبر متحف أثري في العالم مُخصص لحضارة واحدة. ويضم مجموعةً كاملةً من آثار توت عنخ آمون، تضم أكثر من 5,000 قطعة.
وحضر الافتتاح السيسي وعدد من زعماء العالم، ومن بينهم الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وولي عهد عُمان والبحرين.
وتضمن حفل الافتتاح عروضاً لمجموعة من نجوم البوب المصريين وأوركسترا عالمية.