لماذا تطالب إيران قطر بالإفراج عن 6 مليارات دولار من مستحقاتها النفطية المجمدة؟
وتم تجميد المدفوعات التي قدمتها كوريا الجنوبية مقابل النفط الإيراني في البداية في حسابات بنكية في سيول في عام 2019، بعد أن زادت إدارة ترامب العقوبات على إيران، قبل تحويلها إلى قطر.
طلب المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الإفراج عن 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني المحتجزة في الدوحة، على الرغم من الضغوط الأمريكية لعدم القيام بذلك.
وقال خامنئي، الأربعاء، خلال لقاء مع الشيخ تميم في طهران: " قطر دولة صديقة وشقيق، رغم وجود قضايا غامضة وغير محلولة". ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) تصريحات خامنئي، التي نشرها لاحقًا على حسابه الرسمي. وكان الأمير، في زيارة رسمية، برفقة الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري.
كان خامنئي يشير إلى نحو 6 مليارات دولار من المدفوعات التي قدمتها كوريا الجنوبية مقابل النفط الإيراني والتي تم تجميدها في حسابات مصرفية في سيول في عام 2019، بعد أن فرضت إدارة ترامب الأولى عقوبات إضافية على إيران. تم تحويل الأموال إلى بنك قطري في سبتمبر 2023 كجزء من صفقة تبادل السجناء بين طهران وواشنطن.
ولم يسمح الاتفاق على نقل الأموال إلى قطر لإيران بالوصول إليها إلا لأغراض إنسانية بحتة، تحت إشراف أميركي صارم. ولكن بعد أقل من أسبوع من شن حماس هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، وافقت الولايات المتحدة وقطر على منع إيران من الوصول إلى الأموال، مستشهدة بالدعم المالي الذي تقدمه طهران للجماعة الفلسطينية، التي صنفتها الولايات المتحدة إلى جانب الاتحاد الأوروبي وعدة دول أخرى كمنظمة إرهابية.
وقال خامنئي في مقابلة تلفزيونية: "لو كنا مكان قطر لما انتبهنا للضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة ولأعدنا الأموال الإيرانية، وما زلنا نتوقع من قطر أن تفعل ذلك".
وأشار خامنئي إلى عودة ترامب إلى البيت الأبيض باعتبارها العقبة الرئيسية التي تحول دون إطلاق الحكومة القطرية للأموال.
وفي أثناء وجوده في طهران، التقى الشيخ تميم أيضًا بالرئيس الإيراني مسعود بزشكيان يوم الأربعاء. ووفقًا لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، أعرب بزشكيان عن امتنانه لقطر لدورها في التوسط في وقف إطلاق النار في غزة بعد 15 شهرًا من الحرب. كما ناقش الزعيمان مستقبل سوريا وسبل توسيع العلاقات الاقتصادية.
وأشار بيزيشكيان إلى أنه أثار قضية الأموال المجمدة في وقت سابق مع الشيخ تميم، خلال قمة عقدت في الدوحة في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول، وأن البنكين المركزيين في البلدين عقدا مناقشات بشأنها.
وقال بيزيشكيان في ذلك الوقت: "توصلنا إلى تفاهم جيد في هذا الصدد".
لكن الولايات المتحدة تحتفظ برقابة صارمة على هذه الأموال، وتتمتع بسلطة تجميدها.
