«مصر الإلهية» تعيد إحياء الآلهة القديمة في متحف متروبوليتان في نيويورك
يضم المعرض الجديد لمتحف المتروبوليتان للفنون عن مصر القديمة ما يقرب من 100 قطعة من مؤسسات دولية ويركز على الأيقونات التي تحدد الآلهة.
نيويورك - كشف أحد أبرز متاحف الفن في مدينة نيويورك هذا الشهر عن أكبر معرض له عن مصر القديمة منذ أكثر من عقد من الزمان، والذي يركز على الآلهة والمعبودات من تلك الفترة.
افتُتح معرض "مصر الإلهية" في 12 أكتوبر/تشرين الأول في متحف المتروبوليتان للفنون، ويضم عددًا من الأعمال الفنية المصرية القديمة التي تُعرض معًا لأول مرة. يضم المعرض 150 عملاً فنيًا من مجموعة المتحف الخاصة، بالإضافة إلى ما يقرب من 100 قطعة فنية مُعارة من متاحف ومؤسسات أخرى، وفقًا لما ذكرته ديانا كريج باتش، أمينة قسم الفن المصري في المتحف، لموقع المونيتور.
وقال باتش: "هذا هو أول معرض يستكشف الأيقونات المستخدمة لتحديد الآلهة المصرية وكيف تغيرت سماتها أو ظلت مستقرة بمرور الوقت مع تغير الممارسات والأفكار الدينية المتعلقة بالأدوار والمسؤوليات الإلهية".
يوضح معرض "مصر الإلهية" كيف تغيرت التصورات الفنية للآلهة على مر الحضارة المصرية القديمة، بما في ذلك مرونة بعضها، ويقدم عددًا من صور الإلهة حتحور، حيث تظهرها كامرأة وبقرة - رمزًا للأمومة في ذلك الوقت. تكشف اللوحات التذكارية، والأوستراكون (الفخار المنقوش)، وغيرها من القطع التي تصور الإله ست، أنه كان موضع تبجيل وذم في أوقات مختلفة. تُظهر إحدى اللوحات الحجرية ست في شكل غير مألوف لثور ذي قرون وأجنحة كبش وهو يحمي سفينة.
تستكشف الأدلة الصوتية المصاحبة الأدوار المعقدة والمتطورة للآلهة بشكل أعمق.
قال باتش إن متحف المتروبوليتان قرر إقامة المعرض نظرًا لشغف الجمهور الشديد بالفن المصري. وقد أظهر استطلاع أجراه المتحف عام ٢٠٢٤ أن صالات العرض المصرية التابعة له تستقبل أكبر عدد من الزوار المحليين والمحليين والدوليين.
قال باتش: "تُعدّ مصر القديمة من أبرز الثقافات القديمة، وتُثري الصور المصرية القديمة عالمنا المعاصر".
يعتمد معرض "مصر الإلهية" على المجموعة الواسعة من الفن المصري التي يمتلكها متحف المتروبوليتان، والتي تشمل معبد دندور الذي يعود إلى العصر الروماني، والذي أقيم في الأصل في النوبة، والمجوهرات التي تنتمي إلى الأميرة سيتاثوريونيت، من الأسرة الثانية عشرة (القرن التاسع عشر قبل الميلاد). لذكر بعض الأشياء الموجودة بين مقتنياتها.
منظر تركيبي لمعرض "مصر الإلهية"، من ١٢ أكتوبر ٢٠٢٥ إلى ١٩ يناير ٢٠٢٦ في متحف المتروبوليتان للفنون. تصوير آنا ماري كيلين (بإذن من متحف المتروبوليتان للفنون)
لا يُظهر الانبهار بتراث مصر القديم أي علامة على التراجع، إذ تُواصل الاكتشافات الجديدة في جميع أنحاء البلاد تعميق فهم إحدى أكثر حضارات التاريخ سحرًا. في فبراير، أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية في مدينة الأقصر جنوب البلاد عن اكتشاف مقبرة الملك تحتمس الثاني القديمة، وهي أول مقبرة ملكية تُكتشف منذ مقبرة توت عنخ آمون عام ١٩٢٢.
في عام ٢٠٢٤، اكتشف علماء الآثار ما قد يكون مقبرة أخرى في الجيزة ، خارج القاهرة. وفي وقت سابق من هذا الشهر، فُتحت مقبرة الفرعون أمنحتب الثالث، التي اكتُشفت عام ١٧٩٩ قرب الأقصر، للجمهور بعد سنوات من الترميم.
صرحت باتش أن متحف المتروبوليتان لديه "تاريخ طويل من التعاون مع مصر"، وقد سبق له إعارة قطع من مجموعته لمؤسسات مصرية. وأضافت أنه نظرًا لقدم وهشاشة أعمال معرض "مصر الإلهية"، لن ينتقل المعرض إلى متاحف أخرى.
يُعرض معرض "مصر الإلهية" في متحف متروبوليتان للفنون في مدينة نيويورك حتى 19 يناير.